لعبت التقنية دورا مهما في شراء المستلزمات الغذائية لشهر رمضان المبارك لهذا العام في السعودية، حيث انتشرت، عبر الإيميل وبرامج المراسلات الفورية، قوائم أسعار المواد الغذائية لعدد من المحلات والمولات المتنافسة للحصول على كعكة أرباح الشهر الفضيل، إذ يستطيع المستهلك تحديد «المول» المناسب لشراء احتياجاته الرمضانية، بعد الاطلاع على جميع قوائم العروض المقدمة من تلك المحلات. وتتلخص الفكرة في قيام عدد من المجتهدين المحايدين بالتجول في عدد من المولات لأخذ معظم أسعار الاحتياجات الغذائية للشهر المبارك، وتحديد الفروقات السعرية بين المحلات، ومن ثم كتابتها عبر «الإيميل» أو برامج المراسلات الفورية، وذلك لكشف حقيقة ادعاء بعض المحلات عن وجود تخفيضات في أسعارها، عن المحلات التي فرضت خصومات حقيقية في أسعارها، وترك مهمة الشراء للمستهلك، الذي يحدد وجهته بعد الاطلاع على القوائم المنشورة.
محمد الخنفري، وهو أحد الذين قاموا بإعداد «قوائم التوفير»، كما يُطلق عليها، أكد أن التقنية لعبت دورا مهما في تحديد وجهات المستهلكين عن المولات التي تستحق أن يتم الشراء منها، بسبب فرضها تخفيضات حقيقية أو العكس، موضحا أن هذه القوائم كشفت زيف وادعاء بعض المولات، التي أعلنت عن توفير في الأسعار، إلا أنه، بعد زيارتها لتحديد الأسعار، اكتشفوا أن ما أعلنته لم يكن سوى كذبة، أرادوا منها اجتذاب الزبائن بزيف التخفيضات الوهمية.
وتابع الخنفري أن هناك اعتمادا حقيقيا وملموسا من قبل المستهلكين على قوائمهم التي أعدوها قبل دخول الشهر الفضيل بخمسة أيام، وشملت أشهر المولات في مدينة الرياض، وتم نشرها على «الإيميل» و«بلاك بيري» وبعض صفحات «فيس بوك» و«تويتر» لبعض المتطوعين.
وفي صلب الموضوع، أشار عبد الله العيد، وهو معدّ لقائمة توفير، إلى أن جولتهم التي قاموا بها مع بعض الأصدقاء لتحديد الأسعار، كشفت لهم أن هناك تذبذبا كبيرا في الأسعار على نفس السلعة بين المولات، على الرغم من أن بعضها لا يبتعد عن الآخر أكثر من 5 كلم، لافتا إلى أن بعض المحلات تستخدم حيل دنيئة، حيث تخفض في بعض السلع، وتعوض هذا التخفيض برفع أسعار سلع أخرى، لعلمهم أن المشتري سيقوم بشراء جميع احتياجاته من محل واحد، وبهذا فإن السلع المخفض ثمنها يتم تعويضها بتحصيل الأرباح من السلعة الأخرى التي قاموا برفع سعرها للتعويض.
واعتبر العيد هذه التصرفات نوعا من اللعب على الذقون من قبل المحلات التي لا يهمها سوى الربح، أيا كان شكله ومصدره، وأن التقنية الحديثة أخذت بفضح من يقوم بممارسات لا أخلاقية في البيع والشراء، وأن زمن «تويتر» و«بلاك بيري» لا يعرف إلا الواقعية والمصداقية، لافتا إلى أن من يتبع قوائمهم ويختار المحل المناسب، فسيحصل على توفير كبير في الأسعار.